الجمعة، 9 ديسمبر 2011

طرق الابداع الثمان

هل سيأتي اليوم الذي يتناول فيه الإنسان حقنه أو كبسولة فيكون بعدها مبدعا ؟
و إذا لم توجد هذه الحقنة فهل يمكن أن يحدث ذلك في المستقبل وهل فكر علماء الطب في هذا الموضوع واجروا الدراسات والأبحاث للوصل إليه ؟
إنها أسئلة مثيره وغريبة في آن واحد و الأعجب من ذلك أن علماء الطب بدأوا بإجراء هذه الدراسات فعلا وكانت النتائج مثيره واغرب من الخيال .
لقد ركز علماء الطب على دراسة مخ الإنسان , ذلك الجهاز المعقد العجيب , وعلى الخلايا العصبية . واجروا تجاربهم على الحيوانات المختلفة , وتوصلوا إلى معلومات مهمة يمكن الاستفادة منها للوصول يوما من الأيام, في المستقبل القريب أو البعيد إلى اختراع حقنة الإبداع .
من التجارب التي أجريت على بعض الحيوانات نورد هذه التجربة المثيرة التي قام بها احد العلماء , تجربه أجريت على أمخاخ الفئران ونوجز فنقول أن أمخاخ الحيوانات التي دربت على أعمال خاصة واحتفظت في ذاكرتها بحيث تستطيع استخدامها كلما استدعي الأمر ذلك, كانت تقتل بسرعة ويستخرج العلماء أمخاخها ويحللون محتواها من هذا الحامض النووي ولدى مقارنته بمحتوى أمخاخ فئران لم تدرب وجدوا إن الفئران المدربة كانت تختزن كميات اكبر من هذا الحامض .
وفي تجارب أخرى كانت الأحماض النووية تستخلص من أمخاخ الحيوانات المدربة وتحقن في أمخاخ الحيوانات غير المدربة فاستطاعت أن تستوعب تدريبات أسلافها بسرعة اكبر من فئران لم تحقن( بخبرة) الأجيال التي سبقتها
هل هذا يعني أننا لن نحتاج في المستقبل إلا إلى كبسول يحتوي على علم الطب (مثلا) فبالتهامي له أصبح طبيباً , وتتنوع الحبوب فتصبح لدينا حبوبا لعلم الرياضيات وحبوباً لمادة الكيمياء و أخرى لشعر ...الخ .
وهل سيصير الناس كلهم مبدعين وعلماء ولن يكون هناك وجود لجاهل أو أمي كما لن يكون هناك حاجه لإتعاب نفسك لتعلم شيء ما فالصيدلية الفلانية تبيع كبسولات الإبداع .
يمكن تنمية الإبداع عند الإنسان باستخدام أساليب متعددة وطرق متنوعة ونذكر بعض منها :
1/ الإبداع بالنقش المبكر : إن الاهتمام بالطفل منذ نعومة إظفاره , وتربيته على الإبداع والتفكير الأبتكاري لهو أمر مهم جدا .
2/الإبداع بالأشكال : وهو أسلوب يقوم على استخدام الأشكال و الصور والرسومات المختلفة , وذلك من اجل تنمية القدرة الخيالية عند الإنسان , وإيجاد العلاقات والروابط الإبداعية المختلفة .
3/ الإبداع بالمشاهدة : إن مشاهدة الأشياء الغريبة والتأمل في الصور المبدعة غير المألوفة لها تأثير كبير في توسيع مدارك وخيال الإنسان , ومن ثم في تنمية قدراته الإبداعية .

4 / الإبداع بالألغاز : رغم أن طرح الألغاز من الألعاب المسلية التي يستمتع بها الناس , إلا أن هذه الألغاز لها أهمية كبرى في تنمية الخيال والتفكير الإبداعي عند الإنسان , حيث يضطر الإنسان  أن يركز ويعمل تفكيره بأقصى قدر ممكن ليستطيع حلها .
5 / الإبداع بالقصة : القصة شأنها عظيم مع الإنسان , فهي حياته , و بها تسليه وفيها عظته , واليها تهفو نفسه , وصدق الله تعالى إذ يقول (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
إن القصة يمكن أن تكون وسيلة من وسائل تنمية الإبداع والخيال عند الإنسان , ذلك لأنها تحتوي على حوادث ومواقف كثيرة يحتاج فيها الإنسان إلى تكوين علاقات وروابط بين عناصرها وأحداثها المختلفة . كما أن القصة أداة يمكن بها تحريك عواطف الإنسان وخياله وتفكيره وربما تؤثر على بعض جوارحه .
6 / الإبداع بالمعايشة : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) , و قديما قالوا ( الصاحب ساحب ).
إن تأثير الصاحب على صاحبه أمر علمه السابقون واللاحقون , فالإنسان يعلو ويسمو بمصاحبة العلماء والمفكرين والمبدعين , كما انه يسفل ويضيع بمعايشته للجهلاء والحمقى والمغفلين ,و لذا قالوا ( الصاحب ساحب ) .
7 / الإبداع بالخطابة : إن الخطابة و الطلاقة اللفظية تعد من العوامل المؤثرة في التفكير الإبداعي إذ أن كثيرا من الأفكار الإبداعية تتولد لدى الإنسان ولكن لا يستطيع التعبير عنها فتولد ميتة , لذا ركز المتخصصون في هذا الميدان على ضرورة تنمية الطلاقة اللفظية لدى من يتوقع له مستقبل إبداعي .
8 / الإبداع بالذاكرة : الذاكرة نعمة من نعم الله على الإنسان , كما أنها أساس مهم للعملية الإبداعية . غالبا ما يستطيع صاحب الذاكرة القوية أن يربط بين الكلمات و الأحداث والمواقف أكثر من صاحب الذاكرة الضعيفة , وذلك لأنه يحمل في عقله وذاكرته مادة الخام التي يصنع بها أي عمل إبداعي .
كل ما سبق يدل على عظمة الخالق سبحانه لذا دعا الله تعالى الناس إلى التأمل والتفكر في مخلوقاته ..
(د. علي الحمادي , حقنة الإبداع , ص 35-106 )

أفنان فهد القحطاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق