السبت، 10 ديسمبر 2011

الإبداع في الاشراف التربوي

يعتبر الإبداع حقاً مشاعاً لأي مجال من المجالات ، وليس وقفاً على مجال معين، ويدخل الإبداع في مجال الإشراف التربوي إذا استطاع المشرفون التربويون توعية المعلمين بما حولهم ، وفتحوا مجال الحوار والنقاش لهم ، وعرفوا المبدعين منهم، وأتقنوا كيفية تفعيل  السلوك الإبداعي لديهم . ويكون الإبداع أيضاً إذا قدموا للمعلمين زاداً معرفياً ومهارياً ثرياً ، واستثاروا لديهم أنماط التفكير المنتج والمبدع ا لذي يلهب خيالهم. وذكرت عماد الدين ( 1413هـ ) " إن الإستراتيجية الإبداعية التي تقوم على طرائق فاعلة في إثارة التفكير الأصيل ، والتخيل المبدع ، تجعل من مشرفينا  التربويين ، ومعلمينا ، وتلاميذنا مبدعين ومتفوقين ، إلا أن تحقيق مثل هذه الإستراتيجية يتطلب تعاون كافة الفئات من صانعي السياسية ، وواضعي القرار ، والمشرفين والمعلمين والتلاميذ ؛ لإحداث نقله نوعية متميزة في مفهوم الإشراف التربوي " (ص59).
كيف يكون المشرف مبدعاً ومبتكراً ؟
إن المشرف التربوي المبدع : هو الذي يعمل على اكتشاف قدرات المعلمين ، واستخراج جهودهم واستثمارها ، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف المنشودة ، ثم يعمل على ترقية أعمالهم ، ويعتبر نفسه واحداً منهم دون أن يكون متصدراً لهم ، أو متميزاً عليهم ، كما أن المشرف المبدع هو من يغذي في المعلمين نشاطهم الإبداعي، والقدرة على قيادة أنفسهم بأنفسهم ، ويأخذ بأيديهم للاعتماد - بعد الله - على قدراتهم ، وإمكاناتهم الذاتية ، ويساعدهم على النمو المهني والشخصي .
ولكي يكون المشرف التربوي مبدعاً لابد أن يتصف بالصفات التي جاءت في دليل المشرف التربوي (1419هـ) وهي : " مرونة التفكير ، والصبر واللباقة ، والثقة بقدرته المهنية ، والتواضع ، والبعد عن الفوقية والاستعلاء ، والرغبة في التعلم من الآخرين ، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ، ثم فهم الناس والإيمان بقدراتهم ، وأخيراً الإطلاع المستمر في تخصصه ، وفي المجالات التربوية عامة ، وطرق التدريس خاصة  ص(47 ).
وتضيف عماد الدين (1413هـ) ص (60-61) بعض المؤشرات التي تساهم في تنمية الإبداع في العمل الإشرافي ومنها :
- تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين ،  والعمل على تلبيتها ، وترسيخ معايير أداء متميزة ، وإتاحة المجال أمامهم للمشاركة في عملية الإشراف التربوي .
- تنمية مهارات الاستفسار والملاحظة والتحليل لدى المعلمين وتنمية قدراتهم على البحث والتجديد ، وحل المشكلات التي تعتبر إحدى ركائز الإبداع .
- استخدام العقلانية والأساليب العلمية في العملية الإشرافية ، واعتبارها قضية أنظمة متكاملة تقوم على تكاتف جهود جميع المهتمين من مشرفين ومديرين ومعلمين .
- الاهتمام بالبعد الإنساني والاجتماعي في العملية الإشرافية من خلال تشجيع روح الفريق الجماعية في العمل والتعاون الإيجابي البناء ، وتنمية التفكير الأصيل والأداء المبدع لديهم .
- التعرف على الخصائص الفردية والقدرات الخاصة التي يتميز بها كل معلم من خلال الإشراف المستمر؛ لتشجيع قدراتهم الإبداعية والإنجازية .
إدراك أن الحصة الدراسية هي الحقل الرئيسي ، والميدان العملي لتطوير العملية الإبداعية ؛ لذا يجب على المشرف مساعدة المعلم وتشجيعه على تسخير وسائل الإبداع التقنية في الإشراف التربوي :
هناك بعض الوسائل والتقنيات التي تعمل على تنمية الإبداع في الإشراف التربوي ، وزيادة فاعليته ومن أهمها ما أشارت إليه عماد الدين ( 1413هـ )  ص6(6-70) وهي على النحو التالي :
*          استخدام التعليم المصغر في الإشراف التربوي :
يعتبر التعليم المصغر مفهوماً تدريبياً مستحدثاَ للتطوير المهني للمعلمين يعتمد على الاستخدام المنطقي الهادف لموقف تعليمي مبسط في مدته ، وعدد تلاميذه ؛ حيث يركز المعلم على مهارة واحدة ، ويحصل على تغذية راجعة فورية تساعد على تقويم أدائه ؛ من أجل تطويره .
ويستطيع المشرف التربوي استخدام أسلوب التعليم المصغر كتقنية إشرافية إبداعية، لتدريب المعلمين أثناء الخدمة على المهارات التعليمية، ووسائل التعليم الحديثة، وذلك من خلال إشراك المشرف التربوي للمعلم في التخطيط السابق للموقف التعليمي الصفي؛ لتطوير مهاراته التدريسية ، وبالتالي يمكن للمشرف التربوي من خلال التعليم المصغر أن يعمل على تحسين وتطوير العديد من المهارات، والكفايات التعليمية لدى المعلم مثل مهارة التهيئة الحافزة للدرس ، واستخدام الإطار المرجعي المناسب ، وتنويع المثيرات، والحصول على التغذية الراجعة ، والتعزيز ، وضبط المشاركة ، والتواصل ، ومهارة المحاضرة ، ونحو ذلك .
-    طاقات الحصة الدراسية في خدمة نمو الإبداع ، وتشجيعه لدى المعلم والتلميذ .
استخدام الإحساس والشعور تقنية إبداعية إشرافية :
إن من شروط التفاعل الإيجابي البناء بين المشرف والمعلم في أسلوب الإشراف أن يكون المشرف قادراً على الإحساس بالآخرين، وفهم تفكيرهم، وحقيقة مشاعرهم، وهذه المهارة تحتاج إلى تنمية وتدريب خاص؛ لزيادة إحساس المشرف التربوي بالمعلمين، وأن ينظر إلى نفسه كما ينظر إليه المعلمون .
والهدف الأساسي من هذه التقنية الإشرافية هو رؤية المشرف التربوي لأثر سلوكه على المعلمين الذين يتفاعل معهم؛ من أجل الحصول على تغذية راجعة مناسبة تعمل على تغيير سلوكه وممارساته الإشرافية
استخدام نافذة جوهاري تقنية إشرافية إبداعية :
تتألف هذه النافذة من أربعة أجزاء، يحدد كل منها نوع ومدى معرفة الإنسان بنفسه، وبالآخرين عن طريق الاتصال الهادف

ما يعرفه المشرف عن المعلم
ما لا يعرفه المشرف عن المعلم

ما يعرفه المعلم عن نفسه
-1-
المنطقة العامة أو المفتوحة
-2-
المنطقة الخاصة أو المخفية (السرية)

ما لا يعرفه المعلم عن نفسه
-3-
المنطقة المظلمة أو المعتمة
-4-
المنطقة المجهولة أو  غير المكتشفة

نموذج جوهاري ويهدف هذا النموذج إلى زيادة المعرفة بالنفس وبالآخرين ، وتضييق دائرة الجهل بالنفس وبالآخرين ، وعند تطبيق هذا النموذج على واقع العملية الإشرافية فإنه يجب على المشرف التربوي أن يعمل على زيادة معرفته بسلوك المعلمين ، وتوضيح نفسه أمامهم بشكل جيد ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

أفنان فهد القحطاني

هناك 3 تعليقات: