السبت، 10 ديسمبر 2011

الجانب التطبيقي




أفنان فهد القحطاني

التفكير الابداعي



هل يقتصر الإبداع على فن أو نشاطٍ معين؟ أم أنه يشمل جميع أنواع الفنون والاختراعات العلمية والاكتشافات وغير ذلك؟

الحقيقة أنه يمكن للفرد أن يكون مبدعاً في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة. وأن هذه المجالات كثيرة ومتعددة. فهناك الإبداع العلمي والإبداع الأدبي والثقافي، والإبداع الاقتصادي والإبداع الاجتماعي… إلى غير ذلك.
والإبداع ليس البدعة التي نهى عنها الإسلام. إنه العمل الذي يجد المبدع في إنجازه سعادة كبيرة، والذي يقضي فيه وقتاً طويلاً و متواصلاً من أجل الهدف النبيل الذي يخدم به الآخرين أو يُمتّعهم أو يبعث السعادة إلى قلوبهم.
إن أيّ حلّ جديد لمشكلة مستعصية ، يكمن خلفها إبداع ومثابرة وصبر وعمل شاق ومتواصل من أجل الوصول إليها.
وإن أي قصيدة أو لوحة فنية أو قطعة موسيقية، تحمل في ثناياها إبداعاً مميزاً. وكذلك الأمر في اكتشاف أو اختراع أي أداة أو مادة تخدم البشر وتسهّل حياتهم اليوميّة.
ونحن لا نبالغ لو قلنا إن الإبداع كالذكاء ، يكمن في قلب كلّ إنسان خلقه الله سبحانه . وقد يلمع فجأة في إجابة ذكية، أو سؤالٍ من نوعٍ خاص يحمل حلاً مبدعاً لقضية معقدة.
والإبداع الحقيقي لا يعني التكيّف مع البيئة، وإنما أن نكيف البيئة حسب حاجاتنا ورغباتنا.
ولكي يكون الإنسان مبدعاً، فإن عليه أن يحلم أحلاماً خيالية واسعة ( سعادة 2003).

يعرّف Parsks & Swart (1994) الإبداع بأنه القدرة على توليد الأفكار واستخدام الإمكانيات وتوظيف الخيال لتكوين أفكار أو أشياء جديدة غير مألوفة سابقاً. ويشير إلى أن قدرة الأفراد على توليد الأفكار الجديدة تعتمد على الخبرة السابقة التي تشكل القاعدة بالنسبة لها. ومن ثمّ على القدرة في تمحيص هذه الأفكار وإعادة صياغتها بحيث تصبح أفكاراً خلاقة وأصيلة، وتتميز بأنها نتيجة التفكير الإبداعي لأولئك الأفراد.

أما Torrance ( 2003)، فهو يرى أن الإبداع يعني التوصل إلى حلول جديدة، وعلاقات أصيلة، بالاعتماد على مُعطيات محدّدة.
وذلك بعد أن يتحسّس الفرد مشكلة ما، أو نقصاً في المعلومات أو الفكرة. ويُضيف بأن عملية الإبداع تشمل البحث عن إمكانيات مختلفة، والتنبؤ بتبعات ونتائج هذه الإمكانيات، واختيار فرضيات وإعادة صياغتها حتى يتم التوصل إلى الحلّ الأفضل.
ويرى Fisher (2005) أنه عند مناقشة موضوع الإبداع، فلا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار جوانبه كلها: الفكرة أو الناتج الإبداعي، وميول وقدرات الشخص المبدع، والبيئة التي تنمّي الإبداع.
فالعمل الإبداعي برأيه، سواء كان فكرة، أو عملاً فنيّاً، أو عملاً علمياً، يكون أصيلاً ومميّزاً. ولا يُعتبر أي عمل أعيد إنتاجه عملاً إبداعياً، مهما كان متقناً ودقيقاً.
فالإبداع هو مجموعة من التوجهات والميول الوجدانية والقدرات العقلية التي يمتلكها الشخص، والتي تمكنه من إنتاج أفكار أصيلة.

وعلى سبيل المثال، فإن التلميذ الذي يحلّ مسألة في الرياضيات بطريقة جديدة ومستقلة، وغير معروفة لديه سابقاً، يُعتبر مبدعاً.
والمعلّم الذي يستعمل أساليب جديدة وتقنيات جديدة في مساعدة الطلبة على التعلم وعلى الإبداع، يُعتبر معلماً مبدعاً.

وما نحتاجه حقّاً، هو أن يُعيد كلّ معلّم النظر في أسلوبه وفي طريقة تفكيره، وفي معاملته لطلابه، وبأن لا يكتفي بإعادة وتكرار ما هو معروف لديه ولديهم. وإنما يحثّهم باستمرار على التفكير والاكتشاف والخلق والإبداع، الذي يساعدهم على الارتقاء بقدراتهم العقليّة ويزيد من درجة ذكائهم. فالعملية التعليميّة/ التعلميّة المطوّرة، أصبحت ضرورة من أهم ضرورات تنمية الثروة البشرية في وقتنا الحاضر. كما أن استعمال الأساليب المبتكرة التي تخاطب كلّ أنواع الذكاء والحواس هي التي تمهّد الطريق إلى الإبداع.

هنادي الشهري
3o8


المراجع/
-        د. ابراهيم ، عبد الستار. آفاق جديدة في دراسة الإبداع. الكويت: وكالة المطبوعات، 1978.

-        د. بهاء الدين، حسين كامل. مفترق الطرق. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2003.

التفكير الابداعي

3- أشكال الإبداع وما أنواعه؟

لقد قيل إنه توجد أنواع من الإبداع بقدر ما تشتمل عليه الطبيعة الإنسانية من خصائص جسميه ونفسية وعقلية وانفعالية … الخ. فالإبداع العلمي يختلف عن الإبداع الفني، كما يختلف الإبداع في المجال الواحد، حيث تتمايز الأنواع والأشكال المختلفة للإبداع وفقاً لنوع العلم أو نوع الفن.
ويُمكننا إدراج بعض الإبداعات تحت الإبداع العلمي والتقني، والبعض الآخر تحت الإبداع الفني.
هناك بعض الاختلافات التي تنتج عن وجود أو عدم وجود الاستعدادات والاهتمامات الخاصة في طبيعة النشاط، والمعلومات والتقنيات ووسائل التعبير.
أما في مجال فن العمارة، فيلتقي الإبداع العلمي مع الإبداع الفني.
ومن الأمثلة على الإبداعات العلمية والتقنية، جميع المكتشفات والاختراعات والأبحاث والتجارب العلمية والتقنية ، سواء كانت بشكل فردي أو جماعي.
أما الإبداعات الفنية ، وهي كثيرة، فيندرج تحتها الموسيقى والتمثيل والتجسيد المسرحي والدرامي، وكذلك جميع الفنون الأدبية، كالشعر والقصة والرواية والمسرحية وغير ذلك، إضافة إلى جميع أنواع الفن التشكيلي كالرسم والنحت والتصوير. إضافة إلى باقي الفنون الأخرى المتعلقة بالمواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
ليس غريباً أن يشمل الإبداع جميع ما يُمكن أن يُقدّمه الفرد أو الجماعة من أعمال جديدة تتميّز بالأصالة والذوق الرفيع ، والتأثير في الآخرين. حتى أن المرء يُعبّر عن إعجابه بها بكلمة : مبدع ، ورائع بطريقة تلقائية.




لا شك بأن العلاقة بينهما عميقة، وتكاد أن تكون ملتحمة. فالمبدع مفكر وذكي. إلا أن "الإبداع يتصف كذلك بالمثابرة والعمل الجاد لشخص نشيط ومرن وذي فعالية عالية".(روشكا،1989 ، ص72).
ولا بدّ من وجود دافعية كشرط أساسي للقيام بأيّ نشاطٍ عقليّ مبدع، كالحماس والحساسية والإنجذاب لما هو غامض، وحبّ السؤال ، والرغبة في التميّز والخلق. ( ابراهيم، 1978 ، ص95).
وإن أي عمل إبداعي ، ما هو إلا " عملية خلق شاقة، يقوم بها المبدع لكي يحتفظ بتكامله الشخصي أو بتكامل مجتمعه."  ( ابراهيم، 1978، ص107).
وإذا كان التفكير الإبداعي يتصف بقيمته العالية ونتائجه المفيدة للفرد والمجتمع ، فهو إذن يقتصر على استخدام الذكاء بطرقٍ إيجابية تخدم الشخص نفسه من جهة ، والآخرين المحيطين به والذين يشاركونه العيش على هذا الكوكب، من جهة أخرى. بينما يمكن استخدام الذكاء بطرق سلبية.
فالذي يفكر بصنع الأسلحة المدمرة، هو شخص ذكي. ولكنه بدلاً من توظيف ذكائه في إبداع صناعات لفائدة البشرية ورفاهيتها ، نراه قد صنع أدواتٍ لتدميرها.
لذا، فالذي يميّز بين التفكير الإبداعي والذكاء، أنّ الأوّل يقترن بالقيم الإنسانية والمثل والأخلاق. أما الثاني ، فقد ينحرف عنها أحياناً.

وفي حياتنا اليومية، هناك الكثيرون من الأذكياء الذين يوظفون ذكاءهم في التزوير والخداع والسرقة وغيرها من الجرائم ، بحيث لا يتركون أثراً يشير إليهم. أما التاريخ، فهومليء بالأشخاص الذين وظفوا ذكاءهم بتشويه الحقائق من أجل مكاسب شخصية أو شهرة واسعة، فدمروا، وقتلوا ونهبوا خيرات غيرهم من الشعوب. وهؤلاء إن كان التاريخ يذكرهم، فمن أجل أن يستحقوا اللعنة على مدى العصور.
في حين أنّ المفكرين المبدعين الذين قدّموا للإنسانية أعمالاً ذات قيمة عالية، فإن الأجيال تشكرهم وتقدّم لهم التقدير الذي يستحقونه.
هنادي الشهري
3o8


المراجع/
-        د. ابراهيم ، عبد الستار. آفاق جديدة في دراسة الإبداع. الكويت: وكالة المطبوعات، 1978.

-        د. بهاء الدين، حسين كامل. مفترق الطرق. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2003.
 

التفكير الابداعي

1-التفكير الإبداعي؟

كلنا نذكر اسحق نيوتن الذي سقطت عليه التفاحة. لو أنه لم يفكّر تفكيراً إبداعياً، لما كان السباق في اكتشاف قانون الجاذبية. ذلك التفكير الإبداعي، ابتعد به عن التفكير العادي الذي قد يستخدمه أي شخص آخر، سقط عليه شيء ما من أعلى، واكتفى بالقراءة السطحية له دون أن يستنتج أفكاراً مبدعة تكون قد تولدت منه . أما نيوتن فقد تعمق في التفكير الناقد لما حصل، فراح يتساءل، ويحلل، ويُخمّن، ويتحقق… الخ. إلى أن وصل إلى اكتشافه الكبير الذي تعلمه جميع الطلبة في كل أنحاء العالم. واستخدمه الملايين حتى وقتنا الحالي، في مجالات الصناعة والبحث والتجارب العلمية المختلفة.
إذاً ، هو لم يكتفِ بـ "ماذا حدث"؟ ، وإنما راح يفكر بـ "لماذا حدث" ؟ "وكيف حدث"؟
في الحقيقة ، من الصعب تعريف " التفكير الإبداعي" بكلمات محدّدة. فكما لا نستطيع تعريف الشعر أو الجمال أو العبقرية إلى غير ذلك من المفاهيم العظيمة، يصعب كذلك تعريف الإبداع، أو التفكير الإبداعي.
ولكن ، ربما استطعنا من خلال النماذج والأمثلة أن نقترب من المعنى ولو قليلاً.

يُعرّف التفكير الإبداعي بأنه الاستعداد والقدرة على إنتاج شيء جديد. أو أنه عمليّة يتحقق النتاج من خلالها . أو أنه حلّ جديد لمشكلة ما، أو أنه تحقيق إنتاج جديد وذي قيمة من أجل المجتمع. ( روشكا، 1989، ص19)

ويعّرف كذلك بأنه التفكير الذي يؤدي إلى التغيير نحو الأفضل ، وينفي الأفكار الوضعيّة المقبولة مسبقاً. وبأنه يتضمنّ الدافعية والمثابرة والاستمرارية في العمل، والقدرة العالية على تحقيق أمر ما. وهو الذي يعمل على تكوين مشكلة ما تكويناً جديداً ( سعادة وزميله ، 1996).

أما Gilford  ( 1967) ، فهو يعرف التفكير الإبداعي بأنه تفكير في نسق مفتوح، يتميز الانتاج فيه بخاصية فريدة تتمثل في تنوّع الاجابات المنتجة، التي لا تحدّدها المعلومات المعطاة. في الوقت الذي رأى فيه Livin (1976) التفكير الإبداعي، بأنه القدرة على حلّ المشكلات في أي موقف يتعرّض له الفرد، بحيث يكون سلوكه دون تصنّع، وإنما متوقع منه  ( قطامي 2005).  بينما يُعرّف بأنه نشاط عقلي مركب وهادف، توجهه رغبة قويّة في البحث عن حلول، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة أو مطروحة من قبل ( جروان،1999).

أما سعاده وزميله (1996)، فقد اقترحا تعريفاً للتفكير الإبداعي  بأنه " عملية ذهنية يتفاعل فيها المتعلم مع الخبرات العديدة التي يواجهها، بهدف استيعاب عناصر الموقف من أجل الوصول إلى فهم جديد أو انتاج جديد، يحقّق حلاً أصيلاً لمشكلته ، أواكتشاف شيء جديد ذي قيمة بالنسبة له أو للمجتمع الذي يعيش فيه".

وهناك من يعتقد أنه لا بدّ من وجود عوامل أساسيّة مستقلة للقدرة الإبداعية، والتي بدونها لا نستطيع التحدث عن وجود إبداع، وأهمها:

الطلاقة، أي القدرة على إنتاج أكبر عدد من الأفكار الإبداعية في وقت قصير نسبياً. فالشخص المبدع لديه درجة عالية من القدرة على سيولة الأفكار، وسهولة توليدها، وانسيابها بحرية تامة في ضوء عدد من الأفكار ذات العلاقة.
المرونة: ويُقصد بها القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغيير الموقف. وهذه تتجلى لدى العباقرة، الذين يُبدعون في أكثر من مجال أو شكل، خاصة لدى الفنانين والأدباء الذين ينجحون في مجالات إبداعية متنوعة، ولا تقتصر على إطار واحد. كالشاعر الذي يُبدع في كتابة الرواية والمسرحية أو الفن التشكيلي. وهي تلك المهارة التي يتم استخدامها لتوليد أنماط أو أصناف متنوعة من التفكير، وتنمية القدرة على نقل هذه الأنماط، وتغيير اتجاه التفكير ، والانتقال من عمليات التفكير العادي إلى الاستجابة ورد الفعل وإدراك الأمور بطرق متفاوته أو متنوعة ( سعادة 2003)..
الحساسية للمشكلات، فالشخص المبدع لديه القدرة على رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد. فهو يحسّ بالمشكلات إحساساً مرهفاً. وهو بالتالي أكثر حساسية لبيئتهِ من المعتاد، فهو يرى مالا يراه غيره، ويرقب الأشياء التي لا يُلاحظها غيره، كمنظر غروب الشمس أو شروقها، على سبيل المثال.
الأصالة، يمكن تعريف مهارة الأصالة كإحدى مهارات التفكير الإبداعي، بأنها تلك المهارة التي تستخدم من أجل التفكير بطرق واستجابات غير عادية، أو فريدة من نوعها ( سعادة 2003) ، أي أن المبدع لا يُكرّر أفكار الآخرين، فتكون أفكاره جديدة، وخارجه عما هو شائع أو تقليدي.
5_ الاحتفاظ بالاتجاه ومواصلته ، فالمبدع لديه القدرة على التركيز على هدف معيّن، وعلى تخطي أي معوقات ومُشتتات تُبعده عنه. وهو قادرٌ أيضاً على أن يعدّل ويبدّل في أفكاره لكي يُحقق أهدافه الإبداعية بأفضل صورة ممكنة (حبيب،2003).

وهذه السمات تكاد تكون عامة لدى معظم المبدعين في أيّ مجال من المجالات المختلفة، سواء في المجال الفني أو العلمي أو الاجتماعي أو السياسي أو غير ذلك.

أما Parks & Swart (1994) فهو يرى أن خارطة التفكير تشتمل على ثلاثة أنواع  وهي: الفهم والتوضيح، والتفكير الإبداعي، والتفكير الناقد.
التفكير الإبداعي، هو الذي يفسح المجال للخيال، ويولد أفكاراً جديدة وخلاقة. بينما يقوم الفهم والتوضيح بتوظيف مهارات التحليل، ويُعمّق القدرة على استخدام المعلومات.
أما مهارات التفكير الناقد، فهي التي تُمكّن الفرد من التحقّق من معقولية المعلومات وصحّتها . وهي التي تقود إلى الحكم الجيّد.
وهذه المهارات جميعها، تعمل معاً من أجل اتخاذ القرارات أو حلّ المشكلات. الأمر الذي يجعل الفرد لا يستغني عن أيّ منها حين يحاول توليد حلول جديدة للمشاكل التي يواجهها.
هنادي الشهري
3o8

المراجع/
-        د. ابراهيم ، عبد الستار. آفاق جديدة في دراسة الإبداع. الكويت: وكالة المطبوعات، 1978.

-        د. بهاء الدين، حسين كامل. مفترق الطرق. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2003.


هنادي سعيد الشهري

الإبداع في الاشراف التربوي

يعتبر الإبداع حقاً مشاعاً لأي مجال من المجالات ، وليس وقفاً على مجال معين، ويدخل الإبداع في مجال الإشراف التربوي إذا استطاع المشرفون التربويون توعية المعلمين بما حولهم ، وفتحوا مجال الحوار والنقاش لهم ، وعرفوا المبدعين منهم، وأتقنوا كيفية تفعيل  السلوك الإبداعي لديهم . ويكون الإبداع أيضاً إذا قدموا للمعلمين زاداً معرفياً ومهارياً ثرياً ، واستثاروا لديهم أنماط التفكير المنتج والمبدع ا لذي يلهب خيالهم. وذكرت عماد الدين ( 1413هـ ) " إن الإستراتيجية الإبداعية التي تقوم على طرائق فاعلة في إثارة التفكير الأصيل ، والتخيل المبدع ، تجعل من مشرفينا  التربويين ، ومعلمينا ، وتلاميذنا مبدعين ومتفوقين ، إلا أن تحقيق مثل هذه الإستراتيجية يتطلب تعاون كافة الفئات من صانعي السياسية ، وواضعي القرار ، والمشرفين والمعلمين والتلاميذ ؛ لإحداث نقله نوعية متميزة في مفهوم الإشراف التربوي " (ص59).
كيف يكون المشرف مبدعاً ومبتكراً ؟
إن المشرف التربوي المبدع : هو الذي يعمل على اكتشاف قدرات المعلمين ، واستخراج جهودهم واستثمارها ، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف المنشودة ، ثم يعمل على ترقية أعمالهم ، ويعتبر نفسه واحداً منهم دون أن يكون متصدراً لهم ، أو متميزاً عليهم ، كما أن المشرف المبدع هو من يغذي في المعلمين نشاطهم الإبداعي، والقدرة على قيادة أنفسهم بأنفسهم ، ويأخذ بأيديهم للاعتماد - بعد الله - على قدراتهم ، وإمكاناتهم الذاتية ، ويساعدهم على النمو المهني والشخصي .
ولكي يكون المشرف التربوي مبدعاً لابد أن يتصف بالصفات التي جاءت في دليل المشرف التربوي (1419هـ) وهي : " مرونة التفكير ، والصبر واللباقة ، والثقة بقدرته المهنية ، والتواضع ، والبعد عن الفوقية والاستعلاء ، والرغبة في التعلم من الآخرين ، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ، ثم فهم الناس والإيمان بقدراتهم ، وأخيراً الإطلاع المستمر في تخصصه ، وفي المجالات التربوية عامة ، وطرق التدريس خاصة  ص(47 ).
وتضيف عماد الدين (1413هـ) ص (60-61) بعض المؤشرات التي تساهم في تنمية الإبداع في العمل الإشرافي ومنها :
- تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين ،  والعمل على تلبيتها ، وترسيخ معايير أداء متميزة ، وإتاحة المجال أمامهم للمشاركة في عملية الإشراف التربوي .
- تنمية مهارات الاستفسار والملاحظة والتحليل لدى المعلمين وتنمية قدراتهم على البحث والتجديد ، وحل المشكلات التي تعتبر إحدى ركائز الإبداع .
- استخدام العقلانية والأساليب العلمية في العملية الإشرافية ، واعتبارها قضية أنظمة متكاملة تقوم على تكاتف جهود جميع المهتمين من مشرفين ومديرين ومعلمين .
- الاهتمام بالبعد الإنساني والاجتماعي في العملية الإشرافية من خلال تشجيع روح الفريق الجماعية في العمل والتعاون الإيجابي البناء ، وتنمية التفكير الأصيل والأداء المبدع لديهم .
- التعرف على الخصائص الفردية والقدرات الخاصة التي يتميز بها كل معلم من خلال الإشراف المستمر؛ لتشجيع قدراتهم الإبداعية والإنجازية .
إدراك أن الحصة الدراسية هي الحقل الرئيسي ، والميدان العملي لتطوير العملية الإبداعية ؛ لذا يجب على المشرف مساعدة المعلم وتشجيعه على تسخير وسائل الإبداع التقنية في الإشراف التربوي :
هناك بعض الوسائل والتقنيات التي تعمل على تنمية الإبداع في الإشراف التربوي ، وزيادة فاعليته ومن أهمها ما أشارت إليه عماد الدين ( 1413هـ )  ص6(6-70) وهي على النحو التالي :
*          استخدام التعليم المصغر في الإشراف التربوي :
يعتبر التعليم المصغر مفهوماً تدريبياً مستحدثاَ للتطوير المهني للمعلمين يعتمد على الاستخدام المنطقي الهادف لموقف تعليمي مبسط في مدته ، وعدد تلاميذه ؛ حيث يركز المعلم على مهارة واحدة ، ويحصل على تغذية راجعة فورية تساعد على تقويم أدائه ؛ من أجل تطويره .
ويستطيع المشرف التربوي استخدام أسلوب التعليم المصغر كتقنية إشرافية إبداعية، لتدريب المعلمين أثناء الخدمة على المهارات التعليمية، ووسائل التعليم الحديثة، وذلك من خلال إشراك المشرف التربوي للمعلم في التخطيط السابق للموقف التعليمي الصفي؛ لتطوير مهاراته التدريسية ، وبالتالي يمكن للمشرف التربوي من خلال التعليم المصغر أن يعمل على تحسين وتطوير العديد من المهارات، والكفايات التعليمية لدى المعلم مثل مهارة التهيئة الحافزة للدرس ، واستخدام الإطار المرجعي المناسب ، وتنويع المثيرات، والحصول على التغذية الراجعة ، والتعزيز ، وضبط المشاركة ، والتواصل ، ومهارة المحاضرة ، ونحو ذلك .
-    طاقات الحصة الدراسية في خدمة نمو الإبداع ، وتشجيعه لدى المعلم والتلميذ .
استخدام الإحساس والشعور تقنية إبداعية إشرافية :
إن من شروط التفاعل الإيجابي البناء بين المشرف والمعلم في أسلوب الإشراف أن يكون المشرف قادراً على الإحساس بالآخرين، وفهم تفكيرهم، وحقيقة مشاعرهم، وهذه المهارة تحتاج إلى تنمية وتدريب خاص؛ لزيادة إحساس المشرف التربوي بالمعلمين، وأن ينظر إلى نفسه كما ينظر إليه المعلمون .
والهدف الأساسي من هذه التقنية الإشرافية هو رؤية المشرف التربوي لأثر سلوكه على المعلمين الذين يتفاعل معهم؛ من أجل الحصول على تغذية راجعة مناسبة تعمل على تغيير سلوكه وممارساته الإشرافية
استخدام نافذة جوهاري تقنية إشرافية إبداعية :
تتألف هذه النافذة من أربعة أجزاء، يحدد كل منها نوع ومدى معرفة الإنسان بنفسه، وبالآخرين عن طريق الاتصال الهادف

ما يعرفه المشرف عن المعلم
ما لا يعرفه المشرف عن المعلم

ما يعرفه المعلم عن نفسه
-1-
المنطقة العامة أو المفتوحة
-2-
المنطقة الخاصة أو المخفية (السرية)

ما لا يعرفه المعلم عن نفسه
-3-
المنطقة المظلمة أو المعتمة
-4-
المنطقة المجهولة أو  غير المكتشفة

نموذج جوهاري ويهدف هذا النموذج إلى زيادة المعرفة بالنفس وبالآخرين ، وتضييق دائرة الجهل بالنفس وبالآخرين ، وعند تطبيق هذا النموذج على واقع العملية الإشرافية فإنه يجب على المشرف التربوي أن يعمل على زيادة معرفته بسلوك المعلمين ، وتوضيح نفسه أمامهم بشكل جيد ، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

أفنان فهد القحطاني

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

الجانب التطبيقي





+ نموذج تحضير حلقة العصف الذهني هنا

+ مقال ليس ذو صلة مباشرة ، ولكن ممتع وذو فائدة :)  هنا


التفكير ( التفكير الإبداعي )

يعد التفكير من المسائل التي تثير الكثير من التساؤلات حول مدلوله ، فهل جميع الناس يفكرون؟وهل هم متساوون في درجة التفكير ؟وهل يختلفون عن بعضهم في نوعية التفكير ؟ هل التفكير يشمل الفعاليات الذهنية كأحلام اليقظة ( السرحان ) والأماني والتخيل والصور الخيالية وفهم الأفكار واستيعابه والتمعن فيها ؟ إذن من خلال عرض التساؤلات السابقة تستطيع بأن التفكير ظاهره تستحق الدراسة ، لذا نقدم تعريف للتفكير.
تعريف التفكير : هو سلسله من النشاطات الذهنية العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لبعض الأحداث والمواقف التي تنقل إليه عن طريق الحواس الخمسة ممثلاً  ذلك باللمس والبصر والسمع والشم والذوق التي بدورها تعد بمنزلة القنوات التي تنقل المعلومات إلى الدماغ ، وهناك تعاريف كثيرة من أهمها تعريف (أوسجود ) تعريف (همفري ) وغيرهم .....
وبعد معرفة معنى التفكير يمكننا الانتقال إلى خصائص التفكير فهو يتصف بعدة خصائص أهمها :
1-    يأخذ صفة الاستمرارية ولا يمكن الاستغناء عنه لدى الكائنات الحية .
2-    ارتباط التفكير بالمعلومات التي تشكل الموقف .
3-    التفكير يتطور من مرحلة إلى أخرى حسب نظرية جان بياجيه .
4-    التفكير يتطور حسب الخبرة والتكرار  والمران حسب النظرية السلوكية .
5-    تنوع التفكير حسب أنماط متعددة .   (ص 55 )
و التفكير ينقسم إلى مستويين  تفكير متدني ، وتفكير أعلى ومركب .
وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن التفكير يصنف إلى عدة أصناف وأنماط يوجد لكل صنف مجموعة من الحلول المرتبطة باستخدامه كما هو موضح بالجدول التالي ) : ص62 )
الرقم
صنف التفكير الذي يمارس
الحلول التي يتوصل إليها الفرد
1
التفكير الخارجي
حلول سطحيه لا يوجد فيها أي عمق أو ابتكار .
2
التفكير الداخلي
حلول داخليه تجعل الفرد في أحلام اليقظة منعزلاً عن الآخرين  .
3
التفكير التأملي
يستند إلى التأمل والحلول التي يصل إليها تعد حلول ذاتيه .
4
التفكير الاستنباطي
حلول توحديه حول الظاهرة المدروسة ويكون ذلك إما على صعيد فردي أو جماعي .
5
التفكير الذاتي
يختص بالفرد دون غيره , ويتسم بالخيال والبعد عن الدافعية .
6
التفكير المنظم في حل المشكلات
يصل الفرد من خلال ممارسته إلى حلول واقعيه ومناسبة مع الموقف الذي يعيش فيه .
7
التفكير الأبتكاري
يصل خلال ممارسته إلى تحسين شي , أو الوصول إلى حل مشكله يكون أكثر واقعيا ومبتكرا .
8
التفكير الإبداعي
من خلال ممارسة طرق نصل إلى حلول مميزه وفريدة .

بعد التطرق إلى أصناف التفكير و أنواعه نرى الكثير من الدراسات في هذا المجال وبالذات ( جروان ، 1998 ) تصنيف التفكير إلى مستويات متعددة أهمها التفكير الإبداعي حيث يأتي في قمة الهرم ويشكل أرقى أنواع التفكير .
بدا الاهتمام بهذا النوع منذ أن جاء بهذا المفهوم غالتون إذ توصل إلى أهم المحددات الوراثية ذات العلاقة بالإبداع , فلا يوجد تعريف مانع لمفهوم الإبداع , لذلك يعرف الإبداع بأنه : موجه نادرة في مجال معين من مجالات الجهد الإنساني .
أن مكونات التفكير الإبداعي تتمثل في الطلاقة , حيث تعرف  بأنها القدرة على أن يتذكر الطفل عددا كبيرا من الأفكار والألفاظ والمعلومات والصور الذهنية بسهوله ويسر .
أما المرونة : فتتضمن الجانب النوعي لتفكير الإبداعي , ويقصد بها قدرة الفرد على تغيير وجهة نظره حول مشكله يعالجها أو ينظر إليها من زوايا مختلفة .
أما الأصالة : فهي تعني قدرة الفرد على تغيير وجهة نظره في موقف ما دون التغير في الجوهر , أو تطوير القديم دون حذفه كلياً , بمعنى آخر أن مفهوم الأصالة لا يتعارض مع التفكير الإبداعي .
أما التفصيل و الإكمال فيمكن تعريفها بأنها القدرة على دمج أجزاء مختلفة في وحده واحده بشكل متعددة  (نبيل عبد الهادي , نماذج تربويه معاصره , ص65)
من خلال ما تم عرضه يمكن القول بان للتفكير أنماطه الخاصة به , ممثلا ذلك في مهارة التفكير الحسي الحركي والعملي والذاتي والمجرد والاستدلالي ومهارات التفكير الأساسية , إضافة إلى أن للتفكير أهميه في التعامل مع المواقف والمشكلات التي يتعرض لها الأفراد , وعليه فلابد من التدريب , وهذا لا يتم إلا عن طريق الاستخدام العلمي الصحيح لتفكير وخاصة الإبداعي
(نبيل عبد الهادي، عبد العزيز أبو حشيش , خالد عبد الكريم بسندي, مهارات في اللغة والتفكير ,ص51-125 )

أفنان فهد القحطاني